GuidePedia


وطن 24 - محمد الزهراني 
ما أن يهمّ زائر قرية الباحة بالدخول عبر ممر تُحيط به إثنانِ من الحصون التراثية حتى يعتقد جازماً أنه يعود لماضي عتيق وجذور تاريخية ممتدةٌ ، حيث يسمع هنا " مرحباً هيل .. عدّ السيل " ، ويشنف آذانه بدوي بنادق العرضة الممتزجة برائحة البارود ورقصات الهرموج والمسحباني مزدانةٌ بلمعان الجنابى ووميض السيوف ، ويرى هناك أركان التاريخ ممثلةٌ في الحِرف الثلاثة والثلاثين والتي تماثل رقم دورات مهرجان الجنادرية كصناعة الفضيات وإستخراج القطران والحدادة القديمة والنجارة والبناء الحجري القديم والمتحف والتراثياب والمأكولات الشعبية وغيرها .

وعندما يتعمق الزائر في بيت الباحة والمعمور بصورة تراثية جاذبة حيث المداميك العريضة والزُفّر السامقة والسقوف المنصوبة من أشجار السدر والعرعر والتي تمتزج مع بعضها في شكل متناسق لتخلق في وجدان الزائر حالة مدهشة تنقله إلى عالمٍ رحبٌ من الخيال والمتعة .
ليواصل الزائر جولته مروراً بالمطعم الشعبي والماثل في أحد زوايا القرية لتفوح منه روائح الحنيذ والمعرّق والدغابيس والمندي والتي تثير في النفس لذة القيام بتجربة غذائية قد لا تُنسى .

وفيما يستمر هذا الضيف الزائر معرجاً على القبّة التفاعلية والتي تعانق بإفلامها المنتقاة عن معالم الباحة والتي تنقل للمشاهد جمال التغذية البصرية لهذه المنطقة الفاتنة .

ليختتم ضيف قرية الباحة زيارته بمشاهدت صرحها التعليمي الشامخ مُمثلاً في جامعتها العريقة والتي تعتبر مصدر إشعاع فكري ومنارة ثقافية ، ليودع هذا الزائر الكريم القرية بكل حفاوة وتقدير مُودعاً بمنشورات هيئة السياحة وهدايا النادي الأدبي ثم بإلتقاطة رائعة لصورة من جهاز " الفوتوبثس " لتكون ذكرى رائعة لكل التفاصيل المعبّرة لمنطقة الباحة إنساناً ومكاناً . 







 
Top