وطن 24 - محمد الزهراني
تعتبر صناعة الفضيات تراث مهاري قديم يتوارثه الأجيال ، حيث شكّل داخل قرية الباحة مساراً ممتدّاً نحو أُفق رحبٌ وجاذبٌ لزائر القرية وماتعٌ لروادها حيث يُشتمّ بها عبق الماضي ورائحة الأصالة .
ولإضفاء الجوانب التخصصيةِ في هذا الشأن ولإستقاء المعلومة من منابِعها تم الإلتقاء بالعم زايد بن فواز الزهراني والذي قال :
الفضة معدنٌ ثمين وله عشاقه ، وقد يوازي الذهب وبقية الأحجار الكريمة في المكانة وأهمية الإقتناء والقيمة المعنوية والتي تعبّرُ عن تفاصيل الماضي الذاهبُ في أعماق القلوب ، ولذا يحرص الكثير من مالكي هذا المعدن النفيس على عدم التفريط به أو بيعه وذلك من أجل إستخدامه كنوع من الحُلي والزينة .
واضاف : أنه وُلِدَ شغوفاً بهذه الحِرفة التقليدية فهو يعمل بهذه المهنة منذ أعوام عديدة ، وشرُفَ بالمشاركة في عدة مهرجانات وفعاليات مختلفة ، وقد أمضى في هذه الصياغة عُمراً تتوارى تفاصيله خلف رداء الخبرة وثياب الإحترافية ، مؤكداً عمق أصالة هذه الحرفة العتيقة والتي دون شكٍ تمثل جزءً عميقاً من حضارة منطقة الباحة وعمقها التراثي .
واردف قائلاً : هناك العديد من الأنواع المختلفة منها ماهو قديمٌ أثريّ كالقلايد والشميليات والأحزمة والصفائح والبُرم أو ( الريالات المسلسلة الفرانسي والعربي ) ، ومنها الجديد المساير للموضة الحديثة كالرشرش والخواتم وغيرها .
واختتم العم زايد بإن سقف طموحه عالياً لإبراز هذه الحرفة الجميلة بفضاءٍ أوسع لتتبوء حيزاً كبيراً في محيط الأسواق المحلية والأقليمية ، وأن يصل بالمشغولات الفضية إلى مدارٍ فسيحٍ ليجعلها محببةٌ للجيل الحالي كمهنةٍ وممارسة بإعتبارها إرثا جمالياً تركه لنا أجدادنا وخلّفه آبائنا وسنورّثه - بمشيئة الله - أبناءنا .