GuidePedia

وطن 24- عزه موسى الزهراني 
أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري، أن جائحة (كوفيد ـ 19) أظهرت ضعفبعض الجمعيات الوطنية في بعض الدول قليلة الإمكانيات والشحيحة بالموارد المالية، لافتاً إلى أن هذه الجمعيات هي في حاجة إلى منيساعدها ليس فقط أثناء الكوارث وإنما يساعدها في بناء قدراتها ليتسنى لها الاستمرار في أداء عملها الإنساني، مشدّداً على أهميةالاستمرار في الاستفادة من التقنية الحديثة في التعامل مع الكوارث ومواجهتها، ودعم مراكز التنبوء بالكوارث، ومنها المركز العربيللاستعداد للكوارث في الأمانة العامة للمنظمة، مضيفاً " أن  بناء قدرات الجمعيات الوطنية يتحقق من خلال مساندتها وتطوير نظمها التقنية،ودعمها بأحدث التقنيات وتوفير فرص التدريب عليها، وتظل تقوية الجمعيات الوطنية ذات أهمية بالغة ويجب أن نعطيها الأولوية في خططناالمستقبلية". وقال "التويجريفي كلمة ألقاها لدى مشاركته في لقاء افتراضي يوم 18 يونيو 2020 بعنوان " استجابة الحركة الدوليةللصليب الأحمر والهلال الأحمر لكوفيد ــ 19": أرى أنه من العار ونحن نرى كل جمعية وطنية وهي عضو في الحركة الدولية للصليب الأحمروالهلال الأحمر وتعتبر فرعاً من فروعها ، بهذه الإمكانيات الضعيفة، رغم أن منسوبيها لديهم الحماس والرغبة في عمل شئ لخدمة العملالإنساني إلا أن إمكانياتها المادية واللوجستية في كثير من الأحيان تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق ذلك، ما يحتم ضرورة التفات الحركةالدولية إلى بناء قدرات هذه الجمعيات الوطنية ، وألا تُترك بهذا المستوى الضعيف من الإمكانيات ، ولا بد أن نوحدونضاعف الجهود من أجلبناء قدراتها.. مشيرا إلى أهمية زيادة دعم الحكومات للجمعيات الوطنية وأن تحظى بالأولوية كونها نشأت من رحم إتفاقيات دولية وقعتوصادقت عليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة؛وأن تلك الجمعيات الوطنية هي الذراع الإنساني المعتبر  قانونيا ليمثل دولها     خارجحدودها؛ وتتميز شارته بحماية قانونيه                        وأردف: إن المتطوعينوالمتطوعات في العديد من البلدان التي فيها جمعيات وطنية عربية، تدربوا وعرفوا عمل الحركة الدولية أو الجمعيات الوطنية، ويبذلون جهوداًكبيرة في خدمة العمل الإنساني، إلا أنه للأسف ليس هناك نظام يضمن حقوقهم ويحدد واجباتهم في بعض الدول؛  علينا جميعاً تشجيعهمللمضي قُدماً في ما يقدمونه من أعمال تطوعية نبيلة بتبني مثل هذه الأنظمة وأضاف أن المنظمة العربيةللهلال الأحمر والصليب الأحمر قامت منذ بداية كورونا وانتشار الوباء في الوطن العربي باصدار النشرات التوعوية للجمعيات الوطنية ولعامةالناس، وعمل المركز العربي للاستعداد للكوارث في المنظمة على متابعة استجابة الجمعيات الوطنية أولاً بأول، ويصدر تقريراً يومياً عنمعدلات الاصابة وأعداد المصابين في كل بلد على حدة، ولم يكتف بذلك بل قام بدراسة احتياجات الجمعيات الوطنية خاصة الضعيفة منها،وأطلق نداءات إنسانية للجمعيات الوطنية المانحة وكانت استجابة جيدة من بعضها ، وقامت المنظمة بتنسيق تقديم هذه المساعدات وفقالحاجة لذلك، وكما ذكرت زميلتي السيدة /  مها البرجس إن ما قبل كورونا ليس كما بعدها، وقد أثرت هذه الجائحة على المجتمعات منالناحية الاقتصادية والاجتماعية، كما أثرت على
 الحكومات، والقطاع الخاص وسوق العمل والبطالة، وكان لها تاثيرها الواضح على المانحين، وأبرز دليل على ذلك أن قدرتهم على تقديمالمساعدات للجمعيات الوطنية والمؤسسات الإنسانية أصبحت في تراجع ملموس، في وقت أصبحت فيه الحاجة للمساعدات تزداد بوتيرةمتصاعدة مع زيادة نسب الفقر والبطالة ، ورغم ذلك قل معدل المساعدات بشكل واضح، وهذه مشكلة كبيرة يجب علينا في المؤسسات العاملةفي المجال الإنساني بصفة عامة وفي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بشكل خاص أخذها في الاعتبار.  
وأستطرد أمين عام المنظمة العربية قائلاً: إن نسب الشفاء من الجائحة في الوطن العربي ولله الحمد تعد الأعلى بين الأقاليم الأخرى وتبلغحوالي 62 % بينما المتوسط في العالم لا يتجاوز 50%.                                           
وألقى أمين عام المنظمة العربية الضوء على السيناريوهات المتوقعة سواء أثناء جائحة كورونا أو ما بعدها ، فقال: نحن في منطقة تشهد  بعض دولها صراعات مسلحة وبها عدد كبير جدا من اللاجئين والنازحين، إضافة إلى معدلات عالية من نسب الفقر والبطالة، كل ذلك يفرضعلينا تحديات عظيمة يجب أن نكون مستعدين إلى مواجهتها ، فقد كشف تقرير حديث صدر من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤوناللاجئين أن هناك أكثر من 80 مليون نازح لاجئ في العالم أي ما يمثل أكثر من 1% من سكان الكرة الأرضية، وهذه في الحقيقة أخبارمقلقة ولكنها بالنسبة لنا في بعض دول الوطن العربي الفقيرة ذات القدرة المادية الضعيفة تعد تحدياً كبيراً جداً.                                                                                                                 وأكد "التويجريعلى ضرورة اطلاق الحركة الدولية المزيد منالشراكات مع مكوناتها ومع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والخيرية الأخرى دعماً للعمل الإنساني.                                                                                         
وأختتم كلمته قائلا ً: أعرب عن شكري وتقديري للدعوة للمشاركة في هذا اللقاء الافتراضي، كما أعرب عن شكري وتقديري للحكومات علىمساعدتها لأعمال جمعياتها الوطنية العربية؛ واشكر الجمعيات التي قامت بدور كبير جداً ولا تزال تقوم بهذا الدور  ، وأوكد على ما قلته فيالسابق أن من العار أن تبقى الجمعيات الوطنية الضعيفة كما هي عليه، وليس لدينا اي عذر يمنع تبنيها وتبني مشاريعها التطويرية لننهضبها وننهض معاً .



 
Top