الوطن24- لمياء ادريس
أقامت أكاديمية قطاف العربية للتدريب والاستشارات برئاسة المستشار أحمد عطية الزهراني محاضرة قيمة بصحب مجموعة من الأكاديمين والأكاديميات
للمدربة القديرة الأستاذة سكينة سلامة علي محمد من ليبيا تناولت فيها مفهوم الأزمة التعليمية وإدارتها
فقالت : الأزمة حدث يمر ويؤثر على المنظمة ككل ، ويهدد وجودها ويؤثر سلبا على صورتها وسمعتها لدى الجمهور.
وتعرف أيضا : بأنها حدث مفاجئ غير متوقع مما يؤدي إلى صعوبة التعامل معه ومن ثم ضرورة البحث عن حلول لإدارة هذا الموقف بشكل يقلل من نتائجه السلبية .
لذلك فإن الأزمة تمثل الفرصة للتغيير .
أما عن تعريف الأزمة
فيختلف تعريفها من باحث لآخر
فقد حدد وينغر وكاهن Weiner and Kahn اثني عشر بعدا للأزمة، تظهر في أن الأزمة:
- تعتبر غالبا نقطة تحول في تتابعات ظاهرة من الحوادث والأفعال.
- تعد موقفا يتطلب من المشاركين درجة عالية من العمل والأداء.
- تهدد الأهداف والغايات، بخاصة تلك المتصلة بأعضاء المنظمة.
- تتبع بنواتج هامة تشكل تبعاتها مستقبل أعضاء المنظمة.
- تتكون من حوادث متقاربة ينتج عنها مجموعة من الظروف.
- تؤدي إلى الحيرة وعدم التثبت في تقويم الموقف ووضع بدائل للتعامل معه.
- تقلل التحكم في الأحداث وتأثيرها.
- تزيد درجة الإلحاح التي تنتج عن القلق بين المشاركين.
- تعتبر فرصة تكون فيها المعلومات المتاحة للأعضاء غير ملائمة.
- تزيد ضغوط الوقت بالنسبة للأعضاء.
- تتميز بتغيرات في العلاقات بين أعضاء المنظمة.
- ترفع درجة التوتر بين الأعضاء، وبخاصة في الأزمات المتصلة بالسياسات بين القوى الداخلية أو بين القوى الخارجية.
ومن ناحية أخرى قد استعرض ميلر وايسكو Miller and Iscoe سمات الأزمات كما حددتها الدراسات النفسية والاجتماعية على النحو التالي:
- إن موقف الأزمة يكون حادا أكثر من كونه موقفا مزمنا، رغم أن مداده الزمني لا يكون محددا عادة.
- إن الأزمة تنتج بالنسبة للسلوك الذي يعتبر مرضيا مثلما يظهر في عدم الكفاءة.
- إن الأزمة تحدد أهداف الأفراد ذوي الصلة بها، وكذلك المنظمات.
- إن الأزمة موقف نسبي، ذلك أن ما يعتبر أزمة لجماعة أو فرد قد يكون كذلك لآخرين.
- أن الأزمة تؤدي إلى التوتر في النواحي العضوية والنفسية، بجانب ما تؤدي إليه من قلق.
ويلاحظ على كلا التوجهين أن هناك اتفاقا على أن الأزمة تهدد أهدافا، وأنها تؤدي إلى تأثيرات باثولوجية كالإحباط والقلق. يضاف إلى ذلك أن الأزمة موقف يحتاج إلى جهود لتحاشيه وتجنبه.
وفي تناولهم للأزمات يتمسك نورث North وزملاؤه بتعريف منى الإغريقي للأزمة، الذي يؤكد على أنها مصطلح طبي بالدرجة الأولى، وهو ما يعني كونه نقطة نحو Turning point تميز النواتج والمخرجات لأية حادثة ملائمة أو غير ملائمة، حياة أو موتا، عنفا أو لا عنف.
وفي تحديد آخر يرى روبنسون Robinson أن الأزمة موقف للقرار Descion Situation أو فرصة للقرار، ويشمل:
- تحديد أصل الحادثة - إما داخليا أو خارجيا- لصناع القرار.
- وقت القرار المتاح للاستجابة، قصير أو متوسط أو طويل.
- الأهمية النسبية للقيم التي تمثل خطراً على الأعضاء - من ناحية الشدة أو الانخفاض.
وفي ضوء هذا التوجه ينظر إلى زمن القرار، أو الوقت اللازم للقرار صنعا واتخاذا كأمر هام بسبب التتابعات الظاهرة لمحتواه، بما يعني أن البدائل المطروحة لاتخاذ قرار من بينها في موقف ما قد يؤدي لبدائل قليلة أو منعدمة. وعلى النقيض من ذلك فإن موقفًا آخر لا تظهر فيه العجلة تكثر البدائل المتاحة. وقد أكد روبنسون وسيدر Robinson and Snyder على أن ما يعتبر وقت طويلا لقرار ما قد يكون قصيرا لاتخاذ قرار في مواقف خرى.
والخلاصة : إن الأزمة موقف أو وضع يمثل اضطرابا للمنظومة صغرى كانت أو كبرى، ويحول دون تحقيق الأهداف الموضوعة، ويتطلب إجراءات فورية للحيلولة دون تفاقمه، والعود بالأمور إلى حالتها الطبيعية.
مفهوم الأزمة المدرسية والصفية:
على الرغم من تعدد وتنوع تعريفات الأزمة، فلا يوجد اتفاق بين العلماء والباحثين على تعريف محدد للأزمة، وما زال يعاني من غموض ؛ نظرا لطبيعته المعقدة، فضلا عن بعض الاعتبارات التي زادت من حدة هذا الغموض منها: التداخل الشديد بين تعريف الأزمة وبعض المفاهيم الأخرى والتي اعتبرها الباحثون مرادفة للأزمة مثل: الكارثة ،والصراع والمشكلة ،والحادثة ،والتهديد ،4ونقطة التحول، غياب نظرية تفسيرية شاملة تفسر ظاهرة الأزمة، غياب التراكم العالمي حيث إن معظم الدراسات التي تناولت الأزمة جاءت في إطار دراسة الحالة، وبالتالي لم تسهم في تشييد بناء فكري تنظيري يمكن تعميم نتائجه، وفيما يلي عرض بعض تعريفات الأزمة:
تعرف الأزمة على أنها « عبارة عن خلل يؤثر تأثيرا ماديا على النظام كله، كما أنه يهدد الافتراضات الرئيسية التي يقوم عليها هذا النظام ».
ويتضح من هذا التعريف أنه لكي تحدث الأزمة لابد من توافر شرطين على الأقل هما:
- تعرض النظام كله للتأثير الشديد إلى الحد الذي تختل فيه وحدته بالكامل.
- تصبح الافتراضات الأساسية التي يؤمن بها أعضاء المنظمة موضعا للتحدي لدرجة أن يظهر لهم بطلان هذه الافتراضات، أو تجعلهم يستخدمون أساليب دفاعية ضد هذه الافتراضات.
تعرف الأزمة أيضًا على أنها « لحظة حرجة وحاسمة تتعلق بمصير الكيان الإداري الذي أصيب بها، مشكلة بذلك صعوبة حادة أمام متخذ القرار تجعله في حيرة بالغة، أي قرار يتخذ في ظل دائرة خبيثة من عدم التأكد، وقصور المعرفة، واختلاط الأسباب بالنتائج، وتداعي كل منهما بشكل متلاحق، ليزيد من درجة المجهول عن تطورات ما قد يحدث مستقبلا من الأزمة، وفي الأزمة ذاتها »
كما تعرف الأزمة على أنها حدث يعرقل عمل المنظمة ويشكل تهديدا خطيرا للأفراد داخل المنظمة، ويتطلب ردا فوريا ومنسقا، باستخدام الإجراءات والأساليب المناسبة سواء المادية منها أم Hareketالبشرية.
وينظر للأزمة على أنها « موقف ينتج عن تغيرات بيئية مولدة للأزمات ويخرج عن إطار العمل المعتاد، ويتضمن قدرا من الخطورة والتهديد، والمفاجأة، إن لم يكن في الحدوث فهو في التوقيت، ويتطلب استخدام أساليب إدارية مبتكرة، وسرعة ودقة في رد الفعل، ويعزز آثارا مستقبلية تحمل في طياتها فرصا للتحسن والتعلم ».
كما تعرف الأزمة بأنها موقف مفاجئ يواجه المنظمة، ويعرضها لمشكلات خطيرة، وضغط خارجي قوي وتوتر داخلي عنيف، وهذا يعني أن الأزمة تنتج عن الضغط والتوتر في حياة المنظمة، وأن الضغط هو العنصر الأساسي في تطوير الأزمة وزيادة حدتها.
يتبين من العرض السابق لتعريفات الأزمة أنها تتفق على العناصر المكونة للأزمة، أو ما يمكن تسميته بالأركان الأساسية للأزمة والتي يمكن إجمالها في الآتي:
- أنها حدث مفاجئ، يصعب توقعه أو التنبؤ به، وعلى هذا الأساس فإن توقع الحدث لا يدخله في نطاق الأزمة حيث ينتفي عن الأزمة وصف الفجائية.
- أنها تهدد الأهداف والغايات التي تسعى إليها المنظمة.
- أنها تنتج من عدم التوافق بين المنظمة وبيئتها، ويتمثل ذلك في إما زيادة الطلب على قدرة المنظمة أو أن البيئة المحيطة بالمنظمة غير قادرة على خدمة أهداف المنظمة.
- أنها تتكون من حوادث متقاربة ينتج عنها الأزمة.
- أنها تتطلب الرد الفوري عليها في ضوء الإمكانيات المتاحة وقت وقوع الحدث.
ومن ثم يمكن تعريف الأزمة باعتبارها (موقفا مفاجئا وضاغطا، مصحوبا بقدر من التوتر والخروج عن نطاق السيطرة والتحكم، وقلة الوقت المتاح لاتخاذ قرار تجاه هذا الموقف، ويمثل تهديدا يمنع المنظمة أو يحد من قدرتها على تحقيق أهدافها، ويتطلب إجراءات سريعة وفورية للحيلولة دون تفاقمه، والعودة بالأمور إلى حالتها الطبيعية).
ويمكن تعريف الأزمة الإدارية المدرسية كالآتي:
هي حالة أو مشكلة تواجه النظام الإداري المدرسي على أي مستوى من مستوياته، أو في أعي عملية من عملياته، تسبب قدرا من التوتر والقلق، وتشكك في كفاءة النظام واستمراريته إن لم يكن مستعدا لمواجهة هذه الحالة أو المشكلة.
ثانيا: الأزمة المدرسية والصفية (الخصائص - الأسباب - الأنواع - المراحل):
أ- الأزمة المدرسية والصفية (المظاهر - المؤشرات):
هناك العديد من الخصائص التي تميز الأزمة التعليمية في المدارس وتجعلها تختلف عن المفاهيم الأخرى المشابهة لها مثل المشكلة والصراع والضغط والكارثة، وتتحدد أهم خصائص الأزمة التعليمية في المدارس فيما يلي:
* أنها حدث لا يمكن التنبؤ به، وتكون نتائجه سلبية على منظومة التعليم.
* أنها حدث لا يمكن التحكم فيه، له تأثير عكسي على جميع جوانب التعليم وكذلك علاقته بالمجتمع المحيط.
* تهدد أهداف وغايات الإدارة المدرسية، وتشكك في مصداقيتها.
* تركز على الجوانب السلبية في الإدارة المدرسية.
* تتطلب ردا سريعا وتدخلا فوريا ومرونة في الإجراءات.
* تسبب خللا في منظومة التعليم كلها.
* أنها حدث مفاجئ يصعب توقعه والتعامل معه.
* ينشأ عنها توتر وقلق وضغط في حياة الأفراد.
* تسبب في بدايتها صدمة، مما يضعف إمكانيات المواجهة السريعة.
* نقص المعلومات وعدم وضوح الرؤية لدى متخذ القرار.
* أنها لا تحدث بسبب عامل واحد، بل هي نتاج تفاعل مجموعة من العوامل بعضها داخلي والآخر خارجي.
* تتشابك فيها الأسباب بالنتائج.
* تؤدي إلى الحيرة وصعوبة التثبت في تقويم الموقف.
* يلزم لمواجهتها أنماط غير مألوفة وأنشطة مبتكرة لمواجهة الظروف الجديدة.
* تحدث الأزمة نتيجة تتابع وتراكم المواقف الضاغطة التي يصعب مواجهتها.
* ترتبط بمدى وجود ضغط متزايد وتوتر مصاحب للموقف.
* تمثل نقطة تحول أساسية في أحداث متتابعة داخل منظومة التعليم.
* تتطلب درجة عالية من العمل والتخطيط من جميع العاملين بالمدرسة.
* ينتج عنها فئة جديدة من الحوادث السلبية.
* تخرج متطلبات معالجتها عن الوسائل المعتادة واستخدام وسائل غير عادية.
* تشعر متخذ القرار في الإدارة المدرسية بالحيرة والعجز وعدم القدرة على التعامل معها.
* قد يصل الأمر إلى حد فقد متخذ القرار الإداري ثقته بنفسه.
* يصعب تحمل الإدارة المدرسية للموقف الازموي لمدة طويلة.
* ترسل الأزمة إشارات تنبه عن وجود مشكلات في المدرسة.
* ترتبط بوجود خسائر مادية وبشرية ونفسية واجتماعية.
* إصدار قرارات عشوائية سريعة غير مبنية على أساس علمي.
* سيادة حالة الخوف من العواقب المترتبة على الأزمة.
* أن الأزمة موقف نسبي، وما يعتبر أزمة لجماعة أو فرد قد لا يكون كذلك بالنسبة للآخرين.
* تتطلب وجود فريق له مهام خاصة للتغلب عليها.
* غياب الحل الجذري السريع.
* تتطلب فترة زمنية طويلة حتى تستعيد منظومة التعليم حالتها الطبيعية.
ب- أسباب الأزمة المدرسية والصفية:
من الأهمية بمكان التعرف على أسباب الأزمة التعليمية في المدارس ودوافع حدوثها، حتى يمكن منع حدوث الأزمة أو التقليل من آثارها والحد منها إذا حدثت، فالأزمة قد تكون نتيجة تترتب على وجود ثغرات في القوانين واللو
ائح والتشريعات المدرسية الموضوعة، أو تنشأ من سوء التطبيق، أو أخطاء في الإدارة، وقد تكون نتيجة سوء التخطي أو سوء التنظيم أو سوء التقويم في المدرسة التي تحدث فيها الأزمة.
وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الأزمات في منظومة التعليم، وتختلف هذه الأسباب في تأثيرها من مدرسة لأخرى على حسب ظروفها وإمكاناتها ودرجة استعدادها، كما تختلف من مرحلة تعليمية لأخرى على حسب طبيعتها، ويمكن تحديد بعض هذه الأسباب على النحو التالي:
1- أسباب إدارية:
وهي تتعلق بالإدارة المدرسية وتحدد في الآتي:
* المعلومات الخاطئة التي تؤدي إلى الاستنتاج الخاطئ والتقييم غير الصحيح والقرارات غير السليمة.
* التفسير الخاطئ للأمور يجعل القرارات منفصلة عن الوقع الحقيقي.
* ضعف المهارات القيادية واستخدام أسلوب الإدارة بالتهديد والوعيد.
* والجمود والتكرار يجعل الأداء يعتمد على نمط ثابت ومتكرر غير قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
* البحث عن الحلول المستقبلية.
* سوء الإدارة يؤدي إلى الفشل في استثمار الإمكانات المتاحة مما ينتج عنه مشكلات عديدة تتراكم وتتحول إلى أزمات.
* سوء الفهم بسبب نقص المعلومات والتسرع في اتخاذ القرارات.
* سوء الإدراك يؤدي إلى تدخل الرؤية وينتج عنه عدم سلامة الاتجاه الذي يسلكه القائد.
* سوء التقدير يعد أكثر الأسباب في الأزمات لأنه ينتج عن المغالاة والإفراط في الثقة بالنفس.
* الإدارة العشوائية التي تعتمد على التوجيهات الشخصية للرؤساء وتفتقد الرؤية المستقبلية.
* اليأس يعد أحد الأزمات النفسية والسلوكية التي تشكل خطرا على متخذ القرار.
* الشائعات أو الإشاعات من أهم مصادر الأزمة حيث يتم إطلاق إشاعة بشكل معين يتم توظيفها من خلال حقائق حدثت فعلا وملموسة، وإعلانها في توقيت معين ومناخ مناسب تتحقق الأزمة.
* تعارض الأهداف بين متخذ القرار ومنفذ القرار في المدرسة.
* تعارض المصالح بين المستويات الإدارية المختلفة داخل الإدارة المدرسية.
* الضعف الداخلي في بنية النظام الإداري نفسه.
* الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية على النظام الإداري.
* وجود عيوب في نظم الرقابة والاتصال والحوافز.
2- أسباب تنظيمية:
وهي تتعلق بمنظومة التعليم وتتحدد في الآتي:
* تجاهل الإدارة المدرسية إشارات الإنذار المبكر التي تشير إلى إمكانية حدوث الأزمة.
* ضعف العلاقات بين العاملين داخل المدرسة الواحدة وسيطرة الفردية على العمل.
* اللامبالاة تجاه الخطر الذي يحدث في المدرسة.
* ضعف الإمكانيات المادية والبشرية للتعامل مع الأزمات مما يؤدي إلى تفاقمها ومضاعفة الخسائر الناجمة عنها
* غموض أهداف التعليم وما يترتب على ذلك من قصور في تحديد الأولويات المطلوب تحقيقها.
* التباتطؤ في التعامل مع الأزمات بمجرد ظهورها وسلبية الاستعداد.
* صراع المصالح بين العاملين والنزاع الهدام داخل الإدارة المدرسية.
* قصور في إجراء مراجعة دورية للمواقف المختلفة التي واجهت الإدارة المدرسية.
* نقص التوازن بين الكفاءة الداخلية للإدارة المدرسية والضغوط الخارجية، فعندما تضعف القوى الداخلية وتكون عاجزة عن إحداث تغيرات بذاتها، فإن القوى الخارجية تدفع النظام على غير إرادته.
* نقص خبرة العاملين داخل المدارس في التعامل مع المواقف التي تسبب الأزمة.
* ضعف التمويل ونمو الأزمات المالية داخل المدارس.
* عدم وجود وحدة بحوث الأزمات في كل مدرسة.
3- أسباب مجتمعية:
وهي تتعلق بالمجتمع المحيط بالمدرسة وتتحدد في الآتي:
* سيادة الشعور بالإحباط، إزاء انهيار آليات تسوية الصراعات الاجتماعية وتحقيق التوازن الاجتماعي مما يؤدي إلى شعور بالاغتراب في ظل الأوضاع الراهنة لمجتمعه.
* ضعف السلطة.
* عجز الثقافة العامة في المجتمعات النامية عن مواجهة التغيرات والتحديات الجديدة الطارئة.
* عجز المدارس القائمة عن خلق السلوكيات الإيجابية المطلوبة.
4- أسباب شخصية:
وهي تتعلق بالعاملين داخل منظومة التعليم وتتحدد في الآتي:
- سيادة الأنانية والتفكير في النفس فقط بين العاملين.
- وجود حالة حادة من اليأس لدى العاملين مع إحساسهم بعدم جدوى الشكوى.
- قلة اعتراف العاملين بأخطائهم ومحاولة التعلم منها.
- ضعف التعاون والنزاع الهدام وضعف معدل الثقة بين العاملين.
- تراجع وانسحاب العاملين بسهولة من بعض المواقف.
- نقص التزام العاملين بتنفيذ ما يتخذ من قرارات.
- انعدام عمل العاملين كفريق واحد.
وهناك مجموعة من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى نشوء الأزمات داخل المدارس مثل الأسباب الاقتصادية، الأسباب الاجتماعية، الأسباب السياسية، أسباب ثقافية.
مراحل تطور الأزمة المدرسية:
تمر الأزمة التعليمية في المدارس في تطورها بخمس مراحل، ورغم أنها تظهر بشكل فجائي إلا أنها نتاج تفاعل وتداخل عامل وأسباب مختلفة إلى حدوث الأزمة التعليمية في المدارس، ومراحل تطور الأزمة التعليمية في المدارس متصلة اتصالا وثيقا بالقدر الذي تصبح فيه متداخلة تقود إحداها إلى الأخرى، ومن الصعب الفصل بين هذه المراحل إلا لغرض الدراسة، ويمكن توضيح هذه المراحل على النحو التالي:
1- مرحلة نشأة الأزمة:
وهي مرحلة التحذير والإنذار المبكر للأزمة أو هي مرحلة ما قبل الأزمة، وهي المرحلة التي تمهد لوقوع الأزمة، حيث يكون هناك شيء ينذر بموقف غير محدد المعالم والاتجاه والمدى، وهذه المرحلة إذا ما تم تبنيها واستيعابها وإدراكها إدراكا كاملا كان التعامل مع الأزمة سهلا وميسورا، حيث يمكن تدبير الاحتياجات المناسبة، والقادرة على التعامل مع الأزمة بكفاءة، وفي هذه المرحلة تكشف القوى الصانعة للأزمة عن مواطن الضعف وأماكن الخلل في الكيان الإداري القائم.
2- مرحلة تطور الأزمة:
تنمو الأزمة من خلال سوء الفهم لدى متخذ القرار في مرحلة ميلاد الأزمة، أو نتيجة الإخفاق في التعامل معها واحتوائها، وتتطور بسبب تغذيتها من خلال المحفزات الذاتية والخارجية استقطبتها الأزمة وتفاعلت معها، وتعمل القوى الصانعة للأزمة على استفحال واشتداد الضغط الازموي، والاستفادة من الظروف المواتية المتواجدة فعلا داخل الكيان الإداري، وتعد هذه المرحلة اشد المراحل وأصعب أوقات التعامل مع الأزمة، لأنها تتسم في هذه المرحلة بالشدة والعنف والتوتر.
3- مرحلة وضوح الأزمة:
وهي المرحلة التي تتبلور فيها أبعاد الأزمة من حيث الحدة والجسامة نتيجة سوء التخطيط أو قصور خطط المواجهة أو الإخفاق في التعامل مع العوامل المساعدة التي حركت الأزمة، لتصل إلى مراحل متقدمة وهناك عوامل مساعدة على نضج الأزمة، منها سياسة الأبواب المغلقة، صنع الحواجز التي تعزل متخذ القرار الإداري بعيدا عما يجري فعلا داخل الكيان الإداري، وتمثل هذه المرحلة الفترة بين بداية الأزمة ونهايتها، وهي المرحلة الحقيقية التي تختبر فيها كفاءة النظام الإداري في إدارة الأزمة.
4- مرحلة انسحاب الأزمة:
وهذه المرحلة تأتي بعد مرحلة مجابهة الأزمة مباشرة، وفيها تنحسر الأزمة تتلاشى بفقدها بشكل شبه كامل لقوة الدفع المولدة لها أو العوامل المساعدة المحركة لها، ويعود الكيان الإداري إلى الوضع الطبيعي قبل وقوع الأزمة أو على نحو أفض منه، وتستغرق هذه المرحلة وقتا طويلا نسبيا حيث تبدأ الأزمة في الاختفاء حتى تنتهي تماما وتمهد للمرحلة التالية.
5- مرحلة التقويم:
وهي مرحلة ما بعد الأزمة، فكل أزمة مهما بلغت قوتها أو ظلت لفترة زمنية لابد أن تنتهي، وفي هذه المرحلة تتم عملية التقويم وتلافي الآثار والاستفادة من طرق التعامل مع الأزمة الحالية في مواجهة الأزمات المستقبلية التي تواجه الكيان الإداري.
مما سبق يتضح أن الأزمة التعليمية في المدارس تمر بخمس مراحل أو خطوات في تطورها تبدو على صورة منحنى تصاعدي يبدأ من مرحلة الميلاد حتى يصل إلى قمته عند مرحلة النضج ثم يميل إلى الانحدار حتى يعود إلى نفس المستوى الذي بدأ منه عند مرحلة التقويم
مراحل إدارة الأزمات المدرسية والصفية:
أ- إدارة الأزمات:
تعرف إدارة الأزمات على أنها عملية منظمة تحاول المؤسسة من خلالها التنبؤ بالأزمات المحتملة التي تواجهها، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمنع وقوعها أو التقليل من الآثار السلبية المترتبة عليها.
وتعرف إدارة الأزمة أيضًا بأنها « العملية الإدارية المستمرة التي تهتم بالتنبؤ بالأزمات المحتملة عن طريق الاستشعار ورصد المتغيرات البيئية الداخلية أو الخارجية المولدة للأزمة وتعبئة الموارد والإمكانيات المتاحة لمنع الأزمة أو التعامل معها بأكبر قد ممكن من الكفاءة والفاعلية وبما يحقق أقل قدر ممكن من الضرر، مع ضمان العودة للأوضاع الطبيعية في أسرع وقت بأقل تكلفة ممكنة، وأخيرا دراسة القوى والعوامل التي تقف وراء الأزمة لمنع حدوثها مرة أخرى في المستقبل ».
وكذلك تعرف إدارة أزمة على أنها « مجموع الممارسات التي يمكن تطبيقها عندما ينشأ موقف يمثل تغييرا في أوضاع كانت مستقرة ».
وأخيرا تعرف إدارة الأزمة بأنها « نشاط هادف يقوم به المجتمع لتفهم طبيعة المخاطر الماثلة لكي يحدد ما ينبغي عمله إزاءها، واتخاذ وتنفيذ التدابير للتحكم في مواجهة الأزمات وتخفيف حدة آثار ما يترتب عليها ».
من العرض السابق لتعريفات إدارة الأزمة يتضح أن هدفها هو التعامل مع الأزمة بسرعة والعودة بالأمور إلى حالتها الطبيعية من خلال القيام بإجراءات خاصة ومحولة الاستفادة من إيجابياتها، وبذلك يمكن تعريف إدارة الأزمة في الآتي:
هي العملية الإدارية التي تهتم بالتنبؤ بالأزمات المحتملة، وتعبئة الجهود والموارد المتاحة لمنعها، أو الاستعداد للتعامل معها إذا وقعت بما يحقق أقل قدر من الخسائر المترتبة عليها.
ويتوقف نجاح الإدارة في التعامل مع الأزمة على مدى معرفتها ودرايتها بالعوامل والمتغيرات البيئية التي يمكن أن تسبب الأزمة، ومدى قدرتها على التكيف معها أو مواجهة تلك المتغيرات سواء في البيئة الداخلية أو الخارجية للمنظمة، وبذلك فإن إدارة الأزمات تتمتع بـطابع مزدوج :وقائي ، وعلاجي.
ب- الإدارة بالأزمات:
تعرف الإدارة بالأزمات على أنها :
« أسلوب يلجأ إليه طرف في علاقة ما، إذا ما اعتقد أن له مصلحة في تغيير الوضع الراهن لهذه العلاقة، إما لشعوره بالغبن في ظل هذا الوضع، أو لاعتقاده بأن الظروف الراهنة تمثل المناخ الملائم بالنسبة له، لتعزيز وضعه داخل إطار هذه العلاقة ».
وتعتمد الإدارة بالأزمات على اصطناع الأزمة إما بصورة حقيقية أو مفتعلة، ويمكن أن يتم ذلك من خلال التخطيط لافتعال الأزمة ، واستثمار الفرص التي تنتج عنها لتحقيق بعض الأهداف التي كان يصعب تحقيقها في الظروف العادية، والهدف من استخدام الإدارة بالأزمات هو:
* وسيلة للتمويه وإخفاء المشاكل الرئيسة الموجودة بالفعل.
* السعي إلى الهيمنة والسيطرة، وتحويل الأشخاص أو المدارس إلى موقف دفاعي.
* منع الطرف الآخر من الاستمرار في تحقيق نجاحاته.
ويتم افتعال الأزمات عن طريق : - برنامج زمني محدد الأهداف والمراحل؛ لإعداد ميلاد الأزمة.
- تصعيد الأزمة.
-المواجهة العنيفة والحادة.
-السيطرة على الخصم.
- تهدئة الأوضاع.
- سلب وابتزاز الطرف الآخر.
مما سبق يتضح أن إدارة الأزمات هي :« كيفية التغلب على الأزمات الموجودة بالفعل وتجنب سلبياتها »، في حين أن الإدارة بالأزمات تقوم على :« افتعال الأزمات وإيجادها من عدم »، وقد يجتمع النوعان في موقف واحد، طرف يفتعل الأزمة (الإدارة بالأزمات)، والطرف الآخر يسعى إلى حال الأزمة وإنهائها (إدارة الأزمات).
وتهدف إدارة الأزمات المدرسية إلى الاستعداد لمواجهة الأزمات المدرسية وهذا سيتضمن التنبؤ بالأزمات وتمكين الإدارة من السيطرة على الموقف والمحافظة على ثقة جميع الأطراف المعنية، وتوفير نظم اتصالات فعالة من أجل التخاطب مع كافة المعنيين بالأزمة، وتمر الأزمة المدرسية بعدة مراحل، تمثل كل مرحلة منها أساسا للتعامل مع الأزمة، وهذه المراحل جميعها تتشابك وتتلاحق ،بحث لا يمكن الفصل بينها، ويمكن توضيح مراحل إدارة الأزمة المدرسية على النحو التالي:
1- مرحلة اكتشاف إشارات الإنذار:
حيث إن الأزمة المدرسية تحدث جزئيا بسبب أحداث بيئية لا تستطيع الإدارة المدرسية تجنبها، وتحدث نتيجة قصور داخل هذه الإدارة، مع ملاحظة أن هذا القصور له جذوره العميقة، ومن ثم كان ضروريا وضع قائمة إرشادية تصف الطرق والأساليب والاستراتيجيات التي يمكن أن تترجم بسهولة إلى أدآت فعلية بحيث تعدل من سلوك القادة المدرسيين وتدريبهم على مواجهة الأزمة واتخاذ التدابير الوقائية التي تحول دون وقوعها، ونظرا لصعوبة الحصول على مؤشرات وبيانات دقيقة فإن القادة المدرسيين مطالبون بالتنبؤ المبكر بالإشارات التحذيرية المبكرة لجوانب الخطر، مع البدء في اتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية سريعة لمنع حدوث الأزمات أو الحد منها قبل وقوعها وانتشارها وتقليل الفاقد.
2- مرحلة الاستعداد والوقاية:
وهي تمثل الأنشطة الهادفة في تغطية الإمكانيات والقدرات وتدريب الأفراد على كيفية التعامل مع الأزمة، وينبغي أن يتوافر لدى الإدارة المدرسية استعدادات وأساليب كافية للوقاية من الأزمات، ويتلخص الهدف من الوقاية في اكتشاف نقاط الضعف في منظومة التعليم، ومعالجتها قبل أن تستفحل ويصعب علاجها، والسعي من أجل منع الأزمة من الوقوع أو أن تدبيراها بشكل أفضل، ويتطلب ذلك إعداد مجموعة من الخطط البديلة لمقابلة جميع الاحتمالات وتوقع المسارات التي يمكن أن تتخذها الأحداث، واختبار ذلك كله حتى يصبح دور كل فرد مألوفا وواضحا.
3- مرحلة احتواء الأضرار والحد منها:
تتمثل هذه المرحلة في مجموعة العناصر التي تعكس مدى قيام الإدارة بتنفيذ الخطط الموضوعة وترجمة الاستعدادات، وإعداد الوسائل اللازمة للحد من الأضرار الناجمة عن الأزمة المدرسية ومنع انتشارها بفترة زمنية مناسبة عند حدوثها، وعندما تكون الوسائل والإجراءات اللازمة غير متوفرة فإن الأزمة يصعب السيطرة عليها أو التحكم فيها، وتهدف هذه المرحلة إلى إيقاف سلسلة التأثيرات الناتجة عن الأزمة داخل منظومة التعليم، والحيلولة دون أن تؤثر الأزمة على بقية أجزاء المنظومة أو بيئتها.
4- مرحلة استعادة النشاط:
تتضمن هذه المرحلة عدة جوانب منها: محاولة استعادة الأصول التي فقدت أثناء الأزمة، سواء كانت هذه الأصول مادية أو معنوية، ومحاولة تخفيف آثار الأزمة على الأطراف المعنية، وإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل الأزمة واستعادة مستويات النشاط، وتتطلب هذه المرحلة قدرات ومهارات فنية عالية من القادة المدرسين، وتخصيص أفراد محددين للقيام بالأنشطة.
5- مرحلة التعليم:
تتضمن هذه المرحلة استرجاع ودراسة الأحداث التي وقعت واستخلاص الدروس المستفادة منها، سواء من تجربة المدرسة ذاتها أم من تجارب المدارس الأخرى في إدارة الأزمة التي واجهتها، وهناك اعتقاد خاطئ بأن ذلك يعني فتح الجراح التي أغلقت، والحقيقة أن الإدارة المدرسية المستعدة لمواجهة الأزمات هي التي تقوم بدراسة ومقارنة العوامل التي أدت إلى تحسين أدائها مقابل العوامل التي شابها الضعف فيما يتعلق بإدارة الأزمة، والتعلم لا يعني تبادل الاتهامات أو إلقاء اللوم على الغير وتحميله المسئولية، وإنما إعادة التقويم لما تم إنجازه في الماضي ووضع الضوابط اللازمة لمنع تكرار الأزمات في المستقبل.



إرسال تعليق
إرسال تعليق