وطن24 - زهير الغزال
تسعى وزارة التعليم إلى تأهيل مليوني طالب و طالبة في المدارس و الجامعات عبر برنامج" ريالي" للوعي المالي حتى عام 2020 و يأتي ذلك بالشراكة مع شركة "سدكو القابضة"، ويهدف البرنامج إلى تعزيز الوعي المالي لدى المجتمع و تطوير مهاراتهم و تزويدهم بالمعرفة و الأدوات التي تمكنهم من مواجهة مسؤولياتهم المالية و اتخاذ قرارات مالية سليمة تمكنهم من عيش حياة كريمة.ومن منتجات البرنامج دورة ريالي للأشبال لطلاب وطالبات الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية و دورة ريالي لطلاب المرحلة الثانوية و يكون التدريب بها عبر موقع ريالي الإلكتروني .
و ينفذ البرنامج على مدار ثلاث حصص دراسية حيث يقوم سفراء البرنامج بتدريب مالا يقل عن 200 طالب من مدارسهم خلال 3 أسابيع من حصولهم على دورة تدريب السفراء، ليستكمل بعدها عدد من المهام لتحقيق متطلبات البرنامج بعد توزيع الكتيبات و الحصالات المقدمة من الشركة.
و يشتمل البرنامج التدريبي على وحدتين : المحور الأول: يتضمن التخطيط" المحور المالي و الميزانية الشخصية و الادخار ، والوحدة الثانية تحتوي على الاستثمار و الاقتراض حيث تشتمل المحاور تعريف لعدد كبير من المفردات في كل وحدة كالكرامة المالية و الميزانية و الاستقلال المالي و الأهداف الذكية و التخطيط المالي و يتضمن الدخل الثابت و العرضي و الإجمالي و مجمل النفقات، يصل الطالب بعدها إلى محاولات تصميم الهدف الذكي و تحقيق قصة نجاح و توثيقها ، من خلال الادخار، ومما يسهم به البرنامج تصحيح المفاهيم الخاطئة و التفريق بين الادخار و الشح و وضع أسس للتخطيط المالي مما يسهم بدوره في تكوين مفاهيم الوعي المالي لدى الطلاب في سن مبكرة .
و نظَّم برنامج "ريالي" للوعي المالي المقدم من مجموعة سدكو القابضة، مجموعة من النشاطات المختلفة، كجزء من تفعيل الاتفاقية موقعة مع وزارة التعليم في عام 2017 ليصل البرنامج إلى 2 مليون مستفيد بحلول عام 2020، ونجحت المجموعة في دمج فعاليات "ريالي" مع أسبوع المال العالمي 2018 والذي يأتي هذا العام تحت شعار "أهمية المسائل المالية".
وتخللت النشاطات زيارات لمدارس البنين وإلقاء محاضرات حول أهمية الادخار، وإقامة حلقات حوار تفاعلية مع طلاب صفوف الابتدائية حول إدارة المال والتوازن في الإنفاق، وإقامة مشاهد تمثيل تفاعلية من قبل الطلاب للحث على مبادئ التخطيط المالي وإعداد الميزانيات، وإقامة فعاليات في مدارس البنات لغرس ثقافة الادخار والاستثمار وحسن التعامل مع القروض المالية، فضلاً عن إقامة مسابقة إلكترونية حول منهج برنامج ريالي وتقديم نصائح يومية على مواقع التواصل الاجتماعي لتثقيف المجتمع بأهمية الوعي المالي .
و قد أعدت دراسة من قبل شركة الإكسير على عدد من الطلاب في المرحلة الابتدائية أثبتت أن هناك حاجة لزيادة الوعي المالي في المملكة، في هذه المرحلة المبكرة من حياتهم، وغالبا ما يتمكن الطلاب من إنفاق المال للمرة الأولى، وفي ذات الوقت فإنهم أيضا في سن تسمح لهم بأن يكونوا على قدر من الاستقلالية للتحكم في كيفية إنفاق ذلك المال
و أثبتت الدراسة أهمية وضع منهج دراسي يركز على الطلبة في الفترة التي يقومون فيها للمرة الأولى باتخاذ خيارات مالية، لتوفير فرصة فريدة لمنح الطلاب الأدوات اللازمة لتكوين عادات مالية جيدة في سن مبكرة .
و استهدفت الدراسة إضافة للطلاب شريحة متنوعة من الجهات المعنية من أفراد المجتمع خلال فترة إعداد هذا البرنامج .
وقامت بإجراء دراسة شملت دراسات أولية :مقابلة متعمقة مع أولياء الأمور، مقابلات مع مجموعات صغيرة من المدرسين، مقابلة متعمقة مع أطباء نفسيين، مقابلة متعمقة مع مرشدين تربويين
و دراسة استقصائية شارك فيها 1000 مشارك و جاءت نتائج البحث للدراسة الأولية بين طلاب المدارس ممن هم في الصف الرابع إلى الصف السادس ما يلي:
• يقدم الآباء المال لأطفالهم خلال أيام الدوام المدرسي ، في عطلة نهاية الأسبوع ، وفي الأعياد.
• ينفق الأطفال المال غالبا في شراء الألعاب والحلوى والأجهزة والأدوات.
• يمتلك الأطفال الوعي بأن آباءهم هم المصدر الرئيسي للمال كما أنهم على وعي بأن اكتساب المال يتم من خلال العمل.
• ذكر المعلمون والطلاب وأولياء الأمور ممن شملهم الاستطلاع أن متابعة البرنامج عن طريق الفيديو هو لأغراض الترفيه بشكل أساسي، في حين أن رواية القصة وممارسة الأنشطة والألعاب يعتبر أكثر صلة بالعملية التعليمية.
• عندما تم استطلاع آراء الطلاب بعد مشاهدة مقطع فيديو ، واستكمال تمرين عن التسوق ، والاستماع إلى قصة ، فضًل الطلاب وبأغلبية كبيرة التعلم عن طريق رواية القصة .
• تنشأ التوجهات المالية في عمر مبكر من حياة الفرد، وهي تتأثر بما يمكننا أن نطلق عليه ” القولبة المبكرة ”
• القولبة المبكرة: يتأثر الطلاب بمجموعة متنوعة من المؤثرات الخارجية، وأكثرها أهمية هو كيف ينظر الطلاب إلى التعاملات المالية المتداولة في أسرهم وبين أصدقائهم.
الجدير بالذكر أن البرنامج انطلق في عدد من المناطق عسير،مكة،جدة... وسيكتمل في بقية المناطق تباعا ليكون ضمن عدد من برامج الوزارة .